الأحد، يناير ١١، ٢٠٠٩

كان ذلك اليوم تحديدا هو أهم يوم في حياتها فهو اليوم الذي رزقت فيه بابنتها الوحيدة التي أنارت الدنيا منذ أتت لهذا العالم واليوم ستتم عامها السادس ولذلك قررت أن تتوجه بعد عملها إلي أحد محال الحلويات القريبة من المنزل لتشتري لها أحلي تورتة أو دستة جاتوة وشوية حلويات بعد ذلك توجهت سريعا نحو المنزل وهي تكاد تجري من فرط لهقتها لرؤية وجه الصغيرة عندما تفاجأ بكل تلك الأشياء ، وعندما فتحت الباب ودلفت إلي المنزل لم تهرع اليها كعادتها بل وجدتها متسمرة امام التلفاز بجانب أبيها فدخلت اليهما حاملة معها كل هداياها ثم قالت:"شفتي يا دينا يا حبيبتي جبتلك معايا ايه ؟!! كل الحاجات الحلوة اللي انتي بتحبيها جبتلك تورته كبيرة أوي بلاك فورست وساليزون و دنش وحاجات تانيه !!"


كل ذلك لم ترد عليه دينا سوي بكلمة واحدة هي : "اوكي يا ماما !!"
وامام تعجب الأم من تصرف ابنتها قالت لها: "النهاردة عيد ميلادك يا حبيبتي ،كل سنة وانتي طيبة ، انتي نسيتي ولا ايه أنا مش قلت لك الصبح"
-" ايوه ياماما ،صح أنا فاكرة مانسيتش ، عارفة يا ماما أنا شفت ايه في التلفزيون دلوقتي؟!"
-" شفتي اي يا حبيبتي كارتون تاني"
- " لأ ، أنا شفت الأطفال اللي اسرائيل ضربتهم بالقنابل ، شفتهم ميتين، أطفال أدي كدة واطفال أصغر مني بشوية و أطفال صغيرين خالص ياماما ،كانوا ميتين ومامتهم كمان ميتين ، وشفت واحد بيحط أولاده في التربة بتاعة الميتين و أولاده صغيرين أوي يا ماما، أنا أول مرة أشوف ميتين ، أنا كنت فاكراهم بيبقي شكلهم وحش طلعوا عاديين ،زي ما يكونوا نايمين ...صح يا ماما؟!!"
-"صح يا حبيبتي...امم ...مش هتقومي تاكلي الحاجات الحلوة دي"
-حاجات حلوه... طيب ...عارفه بابا قالي ان الأطفال دي ماكانش عندهم عيش ياكلوه قبل ما يموتوا ...بصي أنا مش هاكل الحاجات دي ابدا خديهم انتي وبابا و ابعتوهم عند الناس دي " امام كل ماتنطقه هذه الفتاه الصغيرة من كلمات لم تجد امها ما تقوله فنظرت إلي زوجها الذي قال لابنته:"حاضر يا حبيبتي ...بكره الصبح هاخدك و نروح نقابة الأطباء ونتبرع بفلوس لأهالي غزه وربنا معاهم يثبتهم ويحميهم".




القصة دي مش من وحي خيالي دي قصة حقيقيه حصلت قدامي مع اختلاف الأسماء .

ليست هناك تعليقات: