وبعد فترة طويلة من الانتظار جاءنا الرد من الأسود بالموافقة وكان ذلك اليوم يوم فرح واحتفالات و كأننا وقعنا معهم المعاهدة بالفعل ،ثم جاءت ساعة الحسم ، اصبح واجبا علي أبي أن يلتقي مع الأسود ليتناقشوا علي شروط الاتفاقية ، وكان أبي يتهرب من هذا اليوم بقدر ما كان سعيدا بأنة يكتب التاريخ من جديد. وفي اليوم المحدد ذهبت مع أبي لمنطقة محايدة اتفقنا عليها مسبقا لعقد المفاوضات بحضور الثعالب ، في الطريق إلي هناك كنت أسمع دقات قلبي وقلب أبي يتقافزان من مكانهما ، ولكننا وصلنا اخيرا . لا أدري ما الذي جعلني لا أرتاح لنظرات الأسود و لكنهم كانوا كعادتهم ينظرون بترقب. عرضنا عليهم اقتراح الهدنة . فقال أحدهم :" ولكن ما الذي نحصل علية مقابل هذة الهدنة ؟! نحن لن نستفيد أي شيئ بل لن نجد ما نأكله وأنتم تعلمون كيف نشتهي لحومكم و نفضلها علي لحوم سائر الحيوانات. فأجاب أبي :" نحن مستعدون لتقديم أي ضمانات لتوقيع تلك المصالحة." أطرق زعيمهم طويلا ثم قال :" اننا سنمتنع عن صيدكم كل عام مده 6 أشهر فقط وباقي العام مسموح لنا الصيد ،هه ما رأيكم؟!" أجاب أبي سريعا : " 6 أشهر فقط ،كنا نعتقد أن وقف الصيد سيدوم دائما ، ولن يقتل منا أحد بعد ذلك" فضحك زعيم الأسود طويلا ثم قال: " دائما ، انت متفائل جدا، ألم أقل لك أننا نحب لحومكم جدا ...امم ما رأيك في 9 أشهر أعتقد أن هذا اتفاق عادل ." أجاب أبي : " حسنا هذا أفضل من لا شيئ ..و الثلاثة شهور الباقية ستصطادون فيها أليس كذلك ؟!" رد كبيرهم : " ماذا؟ ...نصطاد ؟ لا ...لا أنتم الذين ستقدمون الينا الضحية بأيديكم ...لقد كنا نصطاد من قبل بأنفسنا أما الآن فيجب عليكم أن تقدموا مقابلا لتلك الهدنة فأنتم الذين اقترحتموها في أول الأمر."
قال أبي : "أنا لا أفهمك ... ماذا تقصد ؟"
" يجب عليكم أن تقدموا الينا أحد أفراد القطيع كل ثلاثة أيام طوال هذة الشهور الثلاثة ، فنحن محرومون من لحومكم باقي العام ، ما رأيك؟" أطرق أبي قليلا ثم قال "ولكن هذا صعب جدا ، نختار احدنا ليلقي حتفه ، هذا شيئ فظيع ."
" كما تريد ...اذن نعود لسابق عهدنا وكأن شيئا لم يكن " " لا لا أرجوك ... حسنا أنا موافق " وتم عند ذلك التصديق علي الاتفاقية و أصبحت أول اتفاقية في الغابات كلها تعقد بين الأسود و قطعان الجاموس بل بين الحيوانات كلها. وعندما عدنا إلي قومنا واخبرناهم بعقد الاتفاقية بدأت الأفراح و الهتافات لأبي في كل مكان دون أن يعرف أحد ببنود الاتفاقية و لكن في غمرة هذة الاحتفالات سأل أحد أفراد القطيع أبي عن بنود الاتفاقية ، حاول أبي أن يتهرب من الاجابة بدبلوماسية ولكنه حاصرة بالأسئله أمام القطيع كله مما اضطرة أن يفصح عن شرط الاتفاقية الوحيد ، وما إن فعل حتي هاج القطيع لفترة طويلة و لم يستطع أحد أن يسيطر عليهم و ظلوا علي ذلك فترة طويلة حتي تقبلوا الوضع أخيرا و أصبح أمرا واقعا أن يصطادوا للثعالب و أن يختاروا كل 9 شهور شهداء يقدمونهم قربانا للسلام مع الأسود ، ولكن بعضهم لم ينسي ابدا تسرع أبي في توقيع المعاهدة . و كان نتيجة ذلك مقتله، ففي أحد الأيام وجدنا جثة أبي في احد الطرقات ومن التحقيقات علمنا أن أحد أفراد القطيع قد اتفق مع الثعالب علي قتله و رغم ذلك لم نستطع التملص من الصيد للثعالب وهددونا بأننا إن توقفنا عن الصيد فإن الاتفاقية تنهد من اركانها ولذلك رضخنا لهم . بعد ذلك أصبح أحد المقربين من أبي زعيما علينا و حافظ علي السلام الذي أقامه أبي و لكن في أول فرصة اختارني جميع القطيع لأصبح شهيد السلام التالي .
ولذلك ففي طريقي إلي مثواي الأخير وهو معدة الأسود رويت لكم حكايتي ربما تعتبروا بها ولكني أشك في ذلك.
قال أبي : "أنا لا أفهمك ... ماذا تقصد ؟"
" يجب عليكم أن تقدموا الينا أحد أفراد القطيع كل ثلاثة أيام طوال هذة الشهور الثلاثة ، فنحن محرومون من لحومكم باقي العام ، ما رأيك؟" أطرق أبي قليلا ثم قال "ولكن هذا صعب جدا ، نختار احدنا ليلقي حتفه ، هذا شيئ فظيع ."
" كما تريد ...اذن نعود لسابق عهدنا وكأن شيئا لم يكن " " لا لا أرجوك ... حسنا أنا موافق " وتم عند ذلك التصديق علي الاتفاقية و أصبحت أول اتفاقية في الغابات كلها تعقد بين الأسود و قطعان الجاموس بل بين الحيوانات كلها. وعندما عدنا إلي قومنا واخبرناهم بعقد الاتفاقية بدأت الأفراح و الهتافات لأبي في كل مكان دون أن يعرف أحد ببنود الاتفاقية و لكن في غمرة هذة الاحتفالات سأل أحد أفراد القطيع أبي عن بنود الاتفاقية ، حاول أبي أن يتهرب من الاجابة بدبلوماسية ولكنه حاصرة بالأسئله أمام القطيع كله مما اضطرة أن يفصح عن شرط الاتفاقية الوحيد ، وما إن فعل حتي هاج القطيع لفترة طويلة و لم يستطع أحد أن يسيطر عليهم و ظلوا علي ذلك فترة طويلة حتي تقبلوا الوضع أخيرا و أصبح أمرا واقعا أن يصطادوا للثعالب و أن يختاروا كل 9 شهور شهداء يقدمونهم قربانا للسلام مع الأسود ، ولكن بعضهم لم ينسي ابدا تسرع أبي في توقيع المعاهدة . و كان نتيجة ذلك مقتله، ففي أحد الأيام وجدنا جثة أبي في احد الطرقات ومن التحقيقات علمنا أن أحد أفراد القطيع قد اتفق مع الثعالب علي قتله و رغم ذلك لم نستطع التملص من الصيد للثعالب وهددونا بأننا إن توقفنا عن الصيد فإن الاتفاقية تنهد من اركانها ولذلك رضخنا لهم . بعد ذلك أصبح أحد المقربين من أبي زعيما علينا و حافظ علي السلام الذي أقامه أبي و لكن في أول فرصة اختارني جميع القطيع لأصبح شهيد السلام التالي .
ولذلك ففي طريقي إلي مثواي الأخير وهو معدة الأسود رويت لكم حكايتي ربما تعتبروا بها ولكني أشك في ذلك.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق